عَرÙوضÙيٌّ بَيْنَ Ù…ÙوسÙيقÙيَّاتÙ
(قصة تدريس عروض الشعر لطالبات الموسيقى)
– ترى -يا بنياتي- ماذا كانت معاز٠الشاعر المغني الأول؟
– لم تكن له معازÙ!
– بل كانت أوتار Øنجرته الصوتية هي معازÙÙ‡ الأولى، يقلد بها ألØان الكائنات من Øوله.
– أهذه هي معازÙÙ‡!
– ثم ربما ضع٠عن ذلك؛ Ùاستعان من أدوات Øياته بما يعوض ضعÙÙ‡: قصبة ينÙØ® Ùيها Ùتترنم مثل عصÙورة، وقربة ينقرها Ùتهدل مثل Øمامة، وقوسا يشد وترها ÙتØÙ† مثل قمرية. وقليلا قليلا ÙÙŠ الزمان الطويل بعد الزمان الطويل زادت المعازÙØŒ وجادت، واستقلت بأهلها الذين صاروا يجدون من يستمعون إليهم ÙˆØدهم؛ Ùيجتهدون لهم Ùيما يطربهم، Øتى ابتدعوا أجناسا وأنواعا كثيرة مختلÙØ© متزايدة من التعبيرات الموسيقية. وبقي للشاعر ما انتهى إليه غناؤه شعره قبل أن تستقل بموسيقاه آلاتها، من خصائص عروضية (وزنية، وقاÙوية).
– كأنك اطلعت على الغيب!
– بل اطلعت من روايات الأصÙهاني على خبر أبي النضير الذي دخل عليه الموصلي مجلسه Ùوجده يغني مثلما يقطع الخليل بن Ø£Øمد البيت تقطيعا عروضيا؛ Ùقال له Ùيه؛ Ùقال: هذا الغناء القديم!
– كي٠هذا؟
– مثل غناء ميØد Øمد مغنيكم البدوي المعروÙØŒ ومثل غناء صوÙية صعيد مصر بردة البوصيري!
– أين ذاك من هؤلاء!
– لقد مررت بموق٠سيارات مدينة ملوي من Ù…ØاÙظة المنيا بصعيد مصر؛ Ùسمعت مسجل غناء البردة:
أمن تذك/ كر جي/ ران بذي/ سلم/ مزجت دم/ عا جرى/ من مقلة/ بدم/
أم هبت الر/ Ø±ÙŠØ Ù…Ù†/ تلقاء كا/ظمة/ وأومض ال/ برق ÙÙŠ الظ/ ظلماء من/ إضم/
يق٠المغني على أواخر الأجزاء وقÙات منغومة، تزداد ÙÙŠ أواخر الأبيات سØبة هابطة Øزينة. أما ميØد Øمد Ùقد كان سائقي العماني Ù…Ùتونا بشريطه “الØواس الخمس”ØŒ الذي جرى Ùيه بلهجته العامية، على وتيرة واØدة واضØØ© من الغناء العروضي!
– ثم سلك الشاعر بلغته وعروضه مسلكا، وسلك الموسيقي بآلاته ومقاماته مسلكا غيره، وتباعدت الشقة Øتى استØال علينا تصديق ذلك الأصل الذي ذكرت؟
– نعم، ولكن بقيت الموسيقى على بال الشاعر، والشعر على بال الموسيقي، يتشو٠كل منهما إلى مآلات قرينه، ويتطلع إلى مناصاته، Øتى إذا ما قام قائم الغناء، واجتمعا هما والمغني جميعا معا- تواضع كل منهما للمغني.
– يتواضعان للمغني!
– نعم؛ Ùللغناء شعره وموسيقاه المناسبان، اللذان يتØرى Ùيهما الشاعر والموسيقي كلاهما أن يتخÙÙا من كنوزهما الثقيلة العويصة، ويكتÙيا بما يتØمله المغني. ولو تأملا لوجدا أنهما قد راجعا Øال جدهما الواØد الأول الشاعر المغني!
– آه شوقا إليه!
– تدعي ما ادعيت من ألم الشوق إليها والشوق Øيث النØول
صدق أبو الطيب!
– وماذا يرضيك؟
– أن تنصتن إلي أقرأ كلمتي هذه التي أجملت لكن Ùيها ما سبق كله إجمال Øريص طروب، وأن تقرأنها Ø£Øسن قراءة وتكررنها أوÙÙ‰ تكرار Øتى تØÙظنها؛ Ùمن ØÙظتها Ùلها خمس درجات كاملة:
لَوْلَا الْغÙنَاء٠لَمْ ÙŠÙŽÙƒÙن٠الشّÙعْر٠وَلَوْلَا الْمÙغَنّÙÙŠ لَمْ ÙŠÙŽÙƒÙن٠الشَّاعÙرÙ
لقد نشأت الموسيقى وعَرÙوض الشعر نشأة واØدة؛ Ùكان المغني الأول إذا شغله أمر من الØزن أو الÙØ±Ø Ø¯ÙŽÙ†Ù’Ø¯ÙŽÙ†ÙŽ أصواتًا غÙÙْلًا من المعنى، ÙŠÙÙ„ÙŽØÙ‘ÙÙ†Ùها من سÙرّ٠نÙسه تلØينا ÙŠÙمَثّÙÙ„ مشاعره ويÙهَدْهÙدÙها. ثم صار ÙŠÙدَنْدÙن٠الأصوات Ù…Ùركبةً ÙÙŠ كلمة٠ذات٠معنى، Ùهو يكررها باللØÙ† Ù†Ùسه. ثم صار يدندن كلمات٠مختلÙةً مؤتلÙةً ÙÙŠ جملة واØدة -وعندئذ كان البيت من الشعر- Ùهو يكررها باللØÙ† Ù†Ùسه. ثم صار يدندن جÙمَلا مختلÙةً مؤتلÙةً -وعندئذ كانت القصيدة- Ùهو ينتقل من بيت٠الجملة٠منها إلى بيت٠الجملة٠باللØÙ† Ù†Ùسه؛ Ùإذا الأغنية٠(القصيدةÙ) دوراتٌ متشابهاتٌ لا تكاد تبدأ Øتى تنتهي، تَضْبÙØ·Ùها قَرَارَاتÙها (قَوَاÙÙيها).
ثم نشأت الآلات، Ùاسْتَقَلَّتْ بالموسيقى عن عروض الشعر، ومضى ÙƒÙلٌّ ÙÙŠ سبيله Øتى تباعد ما بينهما، ولكن بَقÙيَتْ صÙلَة٠الغناء الواصلةÙØŒ تَØْمÙل٠الموسيقيين والشعراء جميعا معا، على أن يجتمعوا على Ù„Ùغَة٠سَواءÙØŒ وعندئذ ÙŠÙراجعون ذلك الأصل البعيد؛ ÙتَلْتَبÙس٠أنغام٠الموسيقيّ٠بتÙعيلات٠الشاعر، والبَØر٠العروضيّ٠بالمَقام٠الموسيقيّ، وتتÙجر اللغة٠السَّوَاءÙØŒ ويتجلَّى Ø®Ùصْب٠تَوْظي٠العَروض تَوْظيÙا موسيقيًّا!
-
-
أصوات الولاية
1 “وَالضÙÙ‘ØÙŽÙ‰ وَاللَّيْل٠إÙذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبÙّكَ وَمَا Ù‚ÙŽÙ„ÙŽÙ‰ وَلَلْآخÙرَة٠خَيْرٌ Ù„ÙŽÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْأÙولَى وَلَسَوْÙÙŽ ÙŠÙعْطÙيكَ...
-
عناوين سمرؤوت
كان عنوان كلÙÙ‘ مثلثة٠من مثلثات “سمرؤوت” الخمس والمئة، كلمةً واØدةً، إلا “أَبÙÙˆ عÙمَانَ”ØŒ الذي كان...